دراسة: النزوح القسري يشعل توترات جندرية في مخيم تونغوغارا بزيمبابوي

دراسة: النزوح القسري يشعل توترات جندرية في مخيم تونغوغارا بزيمبابوي
مخيم للاجئين في زيمبابوي- أرشيف

شهد مخيم تونغوغارا للاجئين في زيمبابوي، الذي يضم نحو 23157 لاجئًا وطالب لجوء، تغييرات جذرية في العلاقات بين الجنسين مع مرور الوقت، وفقا لدراسة أجرتها المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR).

ووفقا لبيان نشرته (CGIAR)، وهي أكبر شبكة عالمية للابتكار الزراعي، اليوم الثلاثاء، تكشف التجارب اليومية للاجئين عن تطور في الأدوار الاجتماعية والعلاقات داخل الأسرة، خاصةً في ظل ظروف النزوح القسري التي يعايشونها. 

وتميل النساء في المخيم إلى المشاركة في الأنشطة الاقتصادية المختلفة مثل تربية الدواجن ورعي الماعز، فيما يعاني الرجال من نقص الفرص المناسبة للعمل، مما يهدد وضعهم التقليدي كمعيلين رئيسيين في أسرهم.

وتعكس هذه التغيرات الاجتماعية تحولًا في المفاهيم الثقافية التي كانت سائدة في بلدانهم الأصلية، حيث أصبح من الصعب الحفاظ على الأدوار القديمة وسط الأزمات الاقتصادية والتغيرات في سبل العيش.

تحديات مرتبطة بالعمل

أشار اللاجئون الذكور في المخيم إلى أن الفرص الاقتصادية التي تتيحها المنظمات الإنسانية تستهدف بشكل رئيسي النساء، مما يثير حالة من التوتر داخل الأسرة. 

وعلى الرغم من أن بعض هذه الفرص مفتوحة للجميع، فإن الرجال شعروا أن معظم المبادرات تدعم النساء بشكل أكبر، بينما يرى اللاجئون الذكور أن هذا التوزيع يهدد القيم الثقافية التي تنص على أن الرجال هم من يتكفلون بالإنفاق، أكدت النساء أن عملهن خارج المنزل أصبح ضرورة لتأمين احتياجات أسرهن في ظل الوضع المعيشي الصعب، لم يكن العمل بالنسبة لهن مجرد رغبة في تجاوز دورهن التقليدي، بل كان خيارًا من أجل ضمان بقاء الأسرة وتوفير المواد الأساسية.

سياسات الحكومة

اتبع النظام السياسي في زيمبابوي سياسة التخييم، التي تجبر اللاجئين على الإقامة في مخيمات محددة مثل تونغوغارا، لا يسمح للاجئين بالبحث عن وظائف رسمية إلا في حالات استثنائية.

وعلى الرغم من أن المخيم يعتبر مركزًا للخدمات الإنسانية، فإن سياسة "منع العمل" تؤثر سلبًا على الرجال، الذين يعانون من فقدان دورهم كمعيلين، وفي المقابل، تعاني النساء أيضًا من تأثيرات هذه السياسة، التي تمنعهن من التوسع في فرص العمل خارج المخيم.

وبينما يجد الرجال صعوبة في التأقلم مع هذا الواقع، يتكيف اللاجئون الآخرون مع هذا التحدي من خلال استراتيجيات جديدة تضمن بقاء أسرهم.

دور التكيف الثقافي

تعكس حالة مخيم تونغوغارا واقعًا معقدًا يمزج بين الديناميكيات الثقافية والنزوح القسري، تكشف هذه التجربة عن كيفية تغير الأدوار الجنسانية نتيجة لضغوطات الحياة في المخيمات، حيث تحاول الأسر إيجاد توازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية ومتطلبات العيش في بيئة قسرية.

وقد بدت النساء أكثر استعدادًا لتكييف أدوارهن الاجتماعية والمهنية، حيث واجهن التحديات بكل مرونة، بينما كانت محاولات الرجال الحفاظ على أدوارهم التقليدية تصطدم بالحواجز السياسية والاقتصادية التي فرضتها الحكومة.

تعزيز فرص العمل للاجئين

وأكدت الدراسة أن فهم العلاقة بين النزوح وتغير الأدوار الجنسانية يعتبر أمرًا بالغ الأهمية للسياسات الإنسانية، وأنه من الضروري أن تركز السياسات المستقبلية على تعزيز فرص العمل للاجئين داخل المخيمات، بحيث يساهم كل من الرجال والنساء في دعم أسرهم بشكل يتناسب مع التحديات الاقتصادية.

ودعت صانعي السياسات إلى أن يضمنوا توفير بيئة تشجع على النمو الاقتصادي من خلال توفير فرص تعليمية وحرفية تساهم في تحسين مستوى المعيشة للاجئين. 

ودعت إلى إزالة الحواجز التي تمنع اللاجئين من الانخراط في الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية، مما يتيح لهم الفرصة لتحسين ظروفهم الاقتصادية دون الخوف من الترحيل أو التهميش.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية